"غربةٌ على أرض الوطن" للكاتبة الأُردنيّة ضحى الفقيه.

 غُربة على أرض الوطن

وكأن اللحظة التي رحلتِ فيها كانت منزوعة الرحمة، مجبولة بالقسوة، سيبقى شعوري حينها محفورًا على جدارن ذاكرتي، منقوشًا بِعروقي، جرحًا موسومًا لا يُخاط ولا يبرأ، عمرًا، قضاءًا، قدرًا مكتوبًا، واقعًا يُدركني وأعيشه ولو كنتُ في بروج مُشيدة، ما من مفرّ يا أنيسة الروح، يا ربيع العمر، رحلتِ ولم أدرك أنها رحلة بِلا عودة

فطرقت بابكِ وكل الأبواب مُنسدة، لوعني طيفٌ بِداركِ كلما طرقت حرك ستائرك المنسدلة، وكلما حركها فز قلبي صارخًا عادت غائبتك من تلك الرحلة، وسرعان ما أدرك أنك لن تعودي، أرثيكِ بدموعي، بحروفي كي أُطفئ نارًا بفؤادي مشتعلة، أكتب سطورًا وكلماتٍ مدسوسة بالوحدة، أدركت أن التي لو كان قلبها قمحًا لصنعت منه خبزًا وأطعمتنا رحلت، تركتني أفيض غُربةً وأنا في وطني وفي بيتي وعلى سريري، وعندما شعرت أن الشوق يحرقني كالنار، ظننت أنها مع مرور الوقت مصيرها أن تصبح هامدة، فما زادها الوقت سوى شدة وثوران، لكنني كلما أشتد ألمي  أسلو ويضل عزائي أن ألقاكِ في الجنة .

كلمات: ضحى الفقيه.

تحرير النشر: دعاء العوايشة.