ثورة مع الذكريات بقلم الأردنية :"هبة الدرابسة.

 

(((ثورة مع الذكريات))) 

يبدو الليل هادئاََ، ولكنه مليء بالضوضاء تغزو عقلي الذكريات وتبعثر في رفوف عقلي، وتقلب  الكتب المرتبة التي أرهقها الغبار فتنفض الغبار عنها، كغريب هي تدخل مكان ليس لها وفضولها يوحي لها بفتح الكتب، وتقرأ الحروف، والسطور ، وتقف عند كل كلمة كتبت من دم قلبي، ومن نبضه، وتحدث ضجةََ توقظ فيها كل حاسة من حواس هذا الجسد المرهق ، الذي انهكه النهار واطفئ المكان ليحظى بساعات من الامأن، والهدوء، ويغمض الاجفان ويحول بينه وبين الذكريات بالنهار،كركبتني ببعثرتها وجنونها لتكتشف ما خبأته بين سطور الكتب، جذبني فضولها إلى هذا العقل المظلم،جذبني تسللها ليلا والناس نيام تكركب في العقل دون استئذان،من أنثى تهرب إلى الأحلام وتأتي الذكريات وسط الليل لتشعل النيران،أيقظتني من هذه النيران التي اشعلتها لتبعثري وتقلبي وتنثري ما رتبته وكتبته وجنيته من ماضي الزمان وتحدثي ثورةََ عارمة مع الغبار الذي تراكم عبر السنين، في كل ليلة تتسللي مع الهدوء والظلام، فأقتحم عقلي واطفئ نيرانك واطردكي لأنعم بلحظة هدوء وها انتي لم تكترثي لي في كل ليلة تعودي وكأنك أحببتي المكان ارحلي فلا جدوى مني.

اخترت العزلة فهي ممتعة بعض الشيء تبعدنا عن ضوضاء الدنيا وتطفل البشر ولكن تغزونا ذكرياتنا وتشيخ قلوبنا وتتجعد، وتمر علينا الفصول فلا نتغير ولا نتبدل نحمل حقائبنا منعزلين عن هذا العالم البائس فأدركنا بعدها ان العزلة أجمل انتصار.

هبه الدرابسة

الأردن