خاطرة بعنوان ' للتضحية هم عنوان '
بلد الملون ونصف مليون شهيد ، شهيد وراء شهيد نودع ، يوميا في القبور نشيع ، سقطت حاملتكم لتسقط دموعنا ، ودموع امهاتنا . احتضنكم البحر للوهلة الاولى ظننته انه مشتاق ؛ مدت لكم المنية اشرعتها ، فغادرتم الاحبة مبكرين ، تركتم القلوب كلمى والارواح حزينة ، قدمتم الروح للوطن هدية .
رجال نذروا انفسهم ، ليكونوا ذخرا ، ليكونوا الدرع الساتر ، قناديل مضيئة ومنارات تنير عتمة الاوضاع وحال الوطن ، ضحوا بحياتهم لتوفير الامن والسكون ، فما لبثت المنية ان خطفتهم من دون اذن وعلى بغتتة !
اه لو رايتم تلك المروحية كيف تنقلب في السماء ؟ تسعى للاستقامة للتاقلم ، وشجعان داخلها في محاولات واهية لربما تتصلح او تتوازن ~ ، رباه ... ماتراه كان حالهم وهم عالقون وسط الازرقين ، واعينهم تترقب دنو الاجل .
سقطت الطائرة ، قلوب الامهات احترقت ، الفاجعة حلت ، ففقدنا خيرة الشباب ، صرخات موجعة ، وتكبيرات مجلجلة ، على اولئك الارواح الحسنة ، رحلوا متعلقين بسما الوطن ، ملبين ندا الواجب ،باتم استعداد بكل حزم ، بلا تملل .
جنودنا البواسل من رهنوا انفسهم في سبيل راحتنا ، عظماء لا يخشون موتا ، لايعرفون طريقا للتراجع والتذلل .
اماه ! ايا اماه انهضي ، كفكفي تلك الانهار الجارية ، ولاتبكي ابنك ، بلي علي الزغاريد ، فحبيببك ووحيد ابناءك اضحى شهيد الوطن .
ولدي ! انهرت على الأرض وخنقتني العبرة ، ايا ولدي كياني يتاكل ، يتلاشى في مضرة .
اماه : تبسمي وافتخري فانا اليوم شهيد جزائري .
ولدي ، فؤادي يتمزق ، كنت انت الاسبق .
اماه يكفيني هذا عزا وشرفا ، فلا تشغلي بالك اسفا .
ولدي اني اختنق ، قفد كنت بالامس بسام واليوم ، اليوم غبت واستقريت وطاب لك المقام .
اماه لا يلوعك فراقي ، فذاك اليوم مساقي .
ولدي اني اموت ، فلذة كبدي تحترق ولدي .
اماه ، نحن احياء نرزق سبلا ومن اصدق من الله قيلا .
ولدي والله احترق ، فقد تركت لوعة تنهش صدري غادرتني بعد هذا الكبر ...
اماه دعي ايمانك راسخ كالجبال الرواسي ، واحملي كتاب الله وتانسي ، ويا اماه لا تنسي ، نصيبي من الدعاء ، فغفران ورحمة وغسل بالثلج والبرد .
ولدي، تغمدك الله برحمته ، وانار لك قبرك بضيائه ،
فاللهم يمن كتابه ويسر حسابه .
رحمة الله عليهم .
رحمة قندوز.
الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق