للتضحية هم عنوان بقلم الجزائرية:"رحمة قندوز".

 



خاطرة بعنوان ' للتضحية هم عنوان '

    بلد الملون ونصف مليون شهيد ، شهيد وراء شهيد نودع ، يوميا في القبور نشيع ، سقطت حاملتكم لتسقط دموعنا ، ودموع امهاتنا . احتضنكم البحر للوهلة الاولى ظننته انه مشتاق ؛ مدت لكم المنية اشرعتها ، فغادرتم الاحبة مبكرين ، تركتم القلوب كلمى والارواح حزينة ، قدمتم الروح للوطن هدية .

رجال نذروا انفسهم ، ليكونوا ذخرا ، ليكونوا الدرع الساتر ، قناديل مضيئة ومنارات تنير عتمة الاوضاع وحال الوطن ، ضحوا بحياتهم لتوفير الامن والسكون ، فما لبثت المنية ان خطفتهم من دون اذن وعلى بغتتة !

اه لو رايتم تلك المروحية كيف تنقلب في السماء ؟ تسعى للاستقامة للتاقلم ، وشجعان داخلها في محاولات واهية لربما تتصلح او تتوازن ~ ، رباه ... ماتراه كان حالهم وهم عالقون وسط الازرقين ، واعينهم تترقب دنو الاجل . 

سقطت الطائرة ، قلوب الامهات احترقت ، الفاجعة حلت ، ففقدنا خيرة الشباب ، صرخات موجعة ، وتكبيرات مجلجلة ، على اولئك الارواح الحسنة ، رحلوا متعلقين بسما الوطن ، ملبين ندا الواجب ،باتم استعداد بكل حزم ، بلا تملل . 

جنودنا البواسل من رهنوا انفسهم في سبيل راحتنا ، عظماء لا يخشون موتا ، لايعرفون طريقا للتراجع والتذلل . 

اماه ! ايا اماه انهضي ، كفكفي تلك الانهار الجارية ، ولاتبكي ابنك ، بلي علي الزغاريد ، فحبيببك ووحيد ابناءك اضحى شهيد الوطن .

ولدي ! انهرت على الأرض وخنقتني العبرة ، ايا ولدي كياني يتاكل ، يتلاشى في مضرة .

اماه : تبسمي وافتخري فانا اليوم شهيد جزائري . 

ولدي ، فؤادي يتمزق ، كنت انت الاسبق .

اماه يكفيني هذا عزا وشرفا ، فلا تشغلي بالك اسفا .

ولدي اني اختنق ، قفد كنت بالامس بسام واليوم ، اليوم غبت واستقريت وطاب لك المقام . 

اماه لا يلوعك فراقي ، فذاك اليوم مساقي .

ولدي اني اموت ، فلذة كبدي تحترق ولدي .

اماه ، نحن احياء نرزق سبلا ومن اصدق من الله قيلا .

ولدي والله احترق ، فقد تركت لوعة تنهش صدري غادرتني بعد هذا الكبر ...

اماه دعي ايمانك راسخ كالجبال الرواسي ، واحملي كتاب الله وتانسي ، ويا اماه لا تنسي ، نصيبي من الدعاء ، فغفران ورحمة وغسل بالثلج والبرد .

ولدي، تغمدك الله برحمته ، وانار لك قبرك بضيائه ، 

فاللهم يمن كتابه ويسر حسابه .

رحمة الله عليهم .

رحمة قندوز.

الجزائر

تعليقات