بين جدران الخذلان.. وصوامع التّغني بالحرية "
ألبسني الدّهر حائكه الأبيض..
إلّا أنه لم يعكس في وجهي البشاشة..
أتعلمون لمَ ؟؟
لأنّه لم يكتمل النّسيج..
والعقول عمياء..
رأت فيه من الصّفاء والكمال مزيج..
فعقولنا يا سادة..
قد شربت من معدنها الوّسادة..
وقلوبنا أنانيّة..
لم تقرأ في السّلام غير تحرير البلد..
فهاهي جلّ دولنا الإسلاميّة تحررت..
من بطش اليّهود والنّصارى.. عدونا المستبد..
لكنّنا لا زلنا نعيش الأسى بعد..
لا زلنا إلى الآن إذا مرّت علينا من أيّام المجد تواريخ..
وقفنا عند إحيائها والقلب جريح..
آه ..آه ..آه لو شهدتُ الاستدمار حينها..
لما عاش وطني ضريح..
تأسّفٌ صادقٌ لا ريب فيه..
لكنّه باطل، ففي هذّا العصر وطن عليل..
يحتاج من يشفيه..
ففي ذاك الوّطن..
عهد مختوم.. يتطلّب من يفيه..
ففي فلسطين عذابٌ وخرابٌ..
ألا يمكن لهذا التّأسف أن يفنيه؟.
ومشهدً يسرد حبًّا عميقًا أزليّا..
بين أرض صامدة وشعب جليّ.
ورواية توِّجت باسم أفضل الرّوايات..
جُسدت على مسرح.. لم يره إلّا من يستحق الحياة..
فمن يستحقها؟.
من يستحقها ؟!!
أشعبٌ لا يغار على شرفه الذي دنس أبدا؟!
أم الشعب الذي بأمّ القضايا تمسك وتقيّد !
أنحن الشّعب الذي يستحق الحياة؟.
ونحن نرى دماءنا.. قطرات ندى على زهرة ذبلت من بستانها المرتوي..
أنستحقها ونحن نرى ذاك الظّلام نورًا متّقدا !
أنستحقها وقلوبنا لا تعرف الإنسانيّة..
بالخوف متقيّدة..
ونحن من تمنينا العيش.. في فترة الاستدمار الأجنبيّ..
ليسجّلنا التّاريخ من المجاهدين على أرضهم وعرضهم.. وأنّنا من قاوم الحدث..
متناسين بأنّه في غزّة تاريخنا يستعاد..
فلمَ ندير وجهنا عن أولى القبلتين؟
لمَ نغض ضمائرنا عن فلسطين؟
وكأنّ السلام معجون بتربتها ما هذا العبث !!!
أو لأنّ بلداننا تحرّرت فانتهى الجّهاد؟
كلّا يا عباد..
فالمقاومة قاعدتها الأم هي أرض فلسطين..
التي أكل لحمها الجلاد..
فأين الوصال وأين الوداد ؟؟
أهذا هو حقّ الأم على الأولاد !
أهذا هو حقّ الأم على الأولاد؟
أم هذا هو غدرنا يا أوغاد؟
قوموا ...قوموا..
دعونا نعتصم بحبل الله.. ونزيح عن حائكنا السّواد
ولنغلق ديارنا..
ولنرفع على شتاتنا الحداد..
ولنقتحم الحدود إيفاء بالعّهود..
من بينها ذاك اليّوم الموعود..
فالله ينصر من كانوا له نعم الجّنود...
قوموا وانتفضوا..
لم نهوى الفرار؟
ألسنا نواة خرجت من قلب الثّوار..
فأصبحنا بفضلهم أحرارا.. ولسنا أحرارا
حررونا ولم نحرر أهلنا..
من أولئك الذين بعدهم يعتقدون..
بأنّهم شعب الله المختار..
حرّفوا التّوراة كما لو أنّ الله كذلك أنزلها وقالوا..
هذا ما آمن به أجدادنا.. ويا بئس المصير..
فشتّتهم الله الأحد الجّبار الذي قال في سورة الاسراء:
"وَقَضَيْنَآ إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً(4) "
فازدادوا طغيانًا وأخذوا فلسطين مأوى لهم..
وازددنا سُباتًا فخنّا الشّقيقة..
ومهدنا الطّريق وكتمنا تاريخ أرضنا العميقة..
و لو نطق كل ما فيها واستغاث..
لادّعينا رفع القلم في حالته الرّابعة..
للأسف هذّه الحّقيقة..
نحن من منحنا أرضنا العتيقة..
وسلّمنا قدسنا.. فكيف للعدو ألّا يستعبدّنا..
كيف له ألّا يستعبدنا ونحن من آمنَّا..
بأن القضية قضية فلسطينية..
بينما تلك الأرض مسرى الرّسول..رسولنا جميعًا..
فيا أمة ضحكت من شتاتها الأمم..
ألا نخجل من شفيعنا الذي اشتاق إلينا..
وكنّا أحبّته كوننا آمنا به ولم نراه..
ألا نخجل منه ونستحي، لو عاد ورأى المرض الذي ينهك مسراه..
وكلّنا مشغول بالمغريات ساه..
أفهذا الذي حثّنا عليه النّاصر في سورة البقرة:
"وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)"
أهذا الذي أوصانا وأمّننا عليه الحبيب المصطفى..
فيا محمّد عد إلينا..
و يا خالد بن الوليد كفى عد الينا..
ولتضرب بسيفك أرض مصر..
لتزيح من قلوبنا التّخوف..
فنسير نحو الجنّة كلنا..
والعلم الفلسطيني على الصّخرة الذّهبية عاليًا مرفرفًا..
ولنلحِّن هذا النّشيد معًا:
كما وعدناكم وفينا..
من كل الضّواحي أتينا..
بعد صمت وسكوت..
من الظّلم قد اكتفينا..
فلسطين عادت إلينا..
بعد إشراقة نبيّنا..
ورأينا في القدس نورا..
وشعاعًا وسرورًا
فرفعنا فيها العلم..
فرأينا الأقصى ابتسم..
فتوجهنا إليه..
وصلّى الكل فيه..
بقلم : لامية العمري/الجزائر.
تعليقات
إرسال تعليق