أتعلم يا صديقي كيف يكون الإنسان عنيداً لدرجة الجنون.. لدرجة المرض.. كيف يطغى هذا الهوس على كل الأشياء والأفكار والحقائق.. أتعلم كيف يدافع العناد عن ما يُحبّه.. كيف يحدث يا صديقي أنك ترى جيداً الصّواب من الخطأ.. وإذ أنك تُحبّ الخطأ ، فتُعاند ، وتتشبّث به بكل ما أوتيتَ من قوة ، وأنت تعلم أنه خطأ ، والعنيد ليس بأعمى ، فأنت مُدرك بأنك الخاسر ، بل الأسوأ أنّك تدرك أنك الخاسر ، ولا تكترث ، أتعلم كيف تكونُ حقيقةً لا تكترث للخسارة أو الربح بقدر ما تكترث للبقاء على ما تُحبّ ، وتفقد الخسارة وقعها ، ويفقد الصواب قيمته وماهيته ، وما هي الخسارة.. وما هو الصواب إذا كنا أصلاً لا نكترث ؟
قد يؤذيك الذي تتمسّك به ، قد يُحزنك ، ويجعلك تخسر وتخسر ، وقد تتعب من التمسّك به ، وحتى أنك قد تتوقف عن حبّه ، وترغب بالإفلات حقاً ، ترغب بالترك ، لكنك لا تكفّ عن التمسّك ، لا تستطيع أن تكفّ ، قط ، جبروت العناد في داخلك يطغى على الموقف..
العنادُ ضربٌ من ضروبِ الجنون ، حالة من حالات المرض والإدمان ، مرض لا تستطيع ، ولا تريد الشفاء منه أبداً ، العناد مرض تُعاند عليه من أجل إبقائه ، تتمسّك به حتى تتمزّق يداك ، حتى تتكسّر أصابعك..
ويحلو لك التمسّك ، أتصدّق ؟ وكأنك تسعى لأن تتمزّق ، تحلو لك حتى فكرة التمسّك حتى تمزّق اليدين .
- حلا يوسُف .
١١ / آذار / ٢٠٢١ | ٠١:١٦ صباحاً .
تعليقات
إرسال تعليق