صرخة استقلال بقلم الجزائرية خديرش زينب سلسبيل.

 صرخة إستقلال : ميلاد وطني!!


إنه اليوم ، أجل إنني أعرفه من نسيمه العذب بدون النظر حتى إلى الرزنامة ، آه لتلك الأيام ، أتذكره كما لو أنه حدث البارحة ، لكن مهلا!! أنا لم أكن معهم، أنا لم أكن هناك، كيف لي أن أتذكر شيء لم أشهده، أظن أن روحي و قلبي كانا معهم ، أجل و ليس روحي فقط بل روح و قلب كل جزائري منا أليس كذلك ؟؟؟ أنا لست هنا لأتحدث عن نفسي في الأخير ، و هذا الشيء الذي أتحدث عنه نحس به جميعا حتى لو لم نكن حاضرين ، فلقد توارثناه جيل بعد جيل ، لكن ما هذا الذي توارثناه ؟؟ ماهذا؟؟ ، أنا أعرف.. إنه مزيج من الفخر و الشجاعة ، إنه شيء يغلي في القلب كغليان الماء على النار، لا بل أكثر ، إنه شيء تعجز الكلمات عن وصفه، و الأقلام عن كتابته، و الألسنة عن نطقه، شيء لا يملكه كل البشر، أجل لا أظن أن أحد يملكه!! إنه شيء ...شيء لا أستطيع التعبير عنه مع أنني أحس به و كذا كل جزائري، شيء جرى في عروقنا جريا كجريان الدم في الشرايين ، نحن لسنا كباقي البشر ، أظننا شعبا آخر من مكان آخر..فدمنا ليس كدماء البشر!! دمائنا دماء تذيب الصخر إن سالت عليه من شدة سخونتها ، كالحمم أو أكثر.. دمنا نحن لا يتكون من مصورة و صفائح و كريات دموية بل من شيء آخر يغذي جسمنا من رأسه لقدميه كدورة دموية لكن لا... الأوصاف كثيرة لكن العنوان مفقود ..ٱنه حب بل هوس ..إنه عشق ، سموه كما شئتم فلن تعبر أي كلمة منها عما يسكن قلوبنا و عقولنا ، صغارا و كبارا و حتى الجنين في بطن أمه!! كلنا أحببناها فأحبتنا ، إنها بلد المليون و نصف مليون شهيد ، بلاد أنبتت خيراتها بدماء شهدائها ، بلاد عاشو من أجلها ، و نعيش من أجلها و سيعيشون من أجلها ، كله يهون لأجلها ، و ها هيا اليوم تحتفل بإستقلالها من براثم المستعمر الظالم...و بفضل من؟؟ بفضل الذين سالت دمائهم ، قطعت رؤوسهم، صلبت أجسادهم ، قتل أولادهم ، خربت بيوتهم.... لكنهم لم يستسلموا . ارقدوا بسلام فنحن هنا ، و سنرفع الراية عنكم! سنريهم من نكون و لا أظن أنهم يعرفون ..... متخلفون، أغبياء ، متشردون ، خارجون عن القانون...سمونا كما تشاءون !! لكننا نسمي أنفسنا باسم واحد تقشعر له الأبدان و تنصهر القلوب لعظمته و هيبته. " أبناء الجزائر"  فاسموا و اعوا، اسألوا العالم من شماله إلى جنوبه و من شرقه لغربه ، الجزائر قارة من لا يعرفها؟؟؟ أننا بالمرصاد لكل عدو لدود و اعلموا ..و اعلموا أننا لا نعرف معنى الهزيمة ، لم يضعها أحد في قاموس أبناء الجزائر بعد ...و لن يستطعوا وضعها ان شاء الله، ...أما النصر هههه حدثني عنه و سأقول أنها أول كلمة في قاموسنا حتى لو ابتدأت بحرف النون ...! ابشري جزائرنا ، ابشري فلديك أبناء ، لن يتخلوا عنكي فترابكي خليط في جسمنا ..كالعجينة من الماء و الدقيق !! خليط لن ينفصل أبدا ... لديكي رجال أطفال حرائر .. صرختهم في الماضي و المستقبل و الحاضر ، و إن كان هناك زمن آخر...و إن نسيتموها فهي في نشيدنا الوطني كالمطر ..وراء كل مقطع تتكرر ، "و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر " إلا الأزل الأزل الأزل ...بلدا.   حرا.    منتصر.               

                                        عشت وطني !!!

خديرش زينب سلسبيل /  الجزائر _قسنطينة.



تعليقات