📍المقالة الأولى لأول شهر "ربيع الثاني 1443ه" عنوان الفرع "النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة"
🔸مولد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ليس كمولد أيّ كان من البشر، لأنه مولد نور عظيم ورسالة للعالمين التي غيرت كل الموازين وأثبتت أنه لا إله في الكون إلا الله الذي خلق كل شيء وهو على كل شيء قدير
🔸عاش العرب قبل مولد النبي -عليه الصلاة والسلام- بوثنيّةٍ كبيرة، وعبدوا من دون الله -تعالى- آلهة؛ لتجلب النّفع لهم، وتدفع الضُرّ عنهم، وكان في كُل ناحيةٍ من شبه الجزيرة صنمٌ خاصٌّ بها، بل وجعلوا في داخل الكعبة وما حولها ثلاثمئة وستّين صنماً، وكان بعضهم يعبُد الحجر، والملائكة، والجنّ، والكواكب؛ لقدرتها وتأثيرها.فأراد الله -تعالى- بعد هذا الظلام إحياء البشريّة وإكرامها ببعثة النبي -عليه الصلاة والسلام-، وقبل ذلك حدثت بعض الآيات العظيمة التي سبقت مولده؛ لتكون دلالةً على قُرب مولده -عليه الصلاة والسلام-، ومنها قصة أصحاب الفيل المعروفة
🔸حدثت بعض الإرهاصات لنبوءة محمد صلى الله عليه وسلم حين مولد من بينها خروج نور من فرج أمه عند ولادته أضاء له قصور الشام وقد روى ذلك ابن سعد، كما انها سقط أربعة عشر شرفة من قصر كسرى وذكر ذاك البيهقي رحمه الله وانطفاء النار التي كان يعبدها الماجوس وانهدام الكنائس الواقعة حول بحيرة ساوة .
🔸ولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم باجماع اغلب العلماء يوم الاثنين ال12 من ربيع الثاني عام الفيل وجاء عن قيس بن مخزمة رضي الله عنه(ولدت أنا والنبي عام الفيل) في 12 من أبريل سنة عام 571 م، والده عبد الله بن عبد المطلب توفي قبل ولادته وكان تاجر، وأمه السيدة آمنة بنت وهب، مولده في مكة المكرمة في شعب ابن طالب .
استبشر جد الرسول عبد المطلب بمولده صلى الله عليه وسلم وأدخله الكعبة وأسماه محمد
🔸أما عن نسبه، قد ذكر الإمام البخاريُّ -رحمه الله- نسب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: «هو أبو القاسم، محمَّد بن عبد الله، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصَيِّ، بن كلاب، بن مُرَّةَ، بن كعب، بن لُؤَيِّ، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النَّضر، بن كِنانة، بن خُزيمة، بن مُدْرِكة، بن إلياس، بن مضر، بن نِزارِ، بن مَعَدِّ، بن عدنان».
🔸واختار له الله من المرضعات أكفأهن، فاسترضع له امرأةً من بني بكر وهي حليمة السعدية، فنشأ صلى الله عليه وسلم أوَّل حياته في بادية بني سعد، فأولته حليمةُ عنايتها، وحرصت على بقائه عندها حتى بعد إكمال السنتين؛ لِمَا رأت من البركة في وجوده بينهم، فجاءت به لأمِّه -بعد أن أكمل سنتيه- وأقنعتها بأن يرجع معها
🔸وهكذا بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني سعد، حتى كانت السنة الرابعة أو الخامسة من مولده، فوقعت له حادثة شق الصدر، وقد روى وقائع هذه الحادثة الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه، كما في "الصحيحين" قال: "أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشقَّ عن قلبه فاستخرج القلب، واخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طستٍ من ذهب بماء زمزم ثم لأَمَهُ (أي خاطه)، ثم أعاده إلى مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه (يعني مرضعته) فقالوا لها: إنَّ محمدًا قد قُتِل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون (أي قد تغيَّر لونه)".
🔸وعندما بلغ النبي الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - ست سنوات توفيت أمه، فعاش في رعاية جده عبد المطلب الذي أعطاه رعاية كبيرة، وكان يردد كثيرًا أن هذا الغلام سيكون له شأن عظيم، ثم توفي عبد المطلب عندما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - ثماني سنوات، وعهد بكفالته إلى عمه أبي طالب الذي قام بحق ابن أخيه خير قيام.
🔸وكان الرسول العظيم محمد - صلى الله عليه وسلم - يمتاز في قومه بالأخلاق الصالحة، حتى أنه كان أعظمهم مروءة، وأحسنهم خلقًا، وأكثرهم حلمًا.
🔸أمَّا من ناحية الأعمال التي كان يقوم بها صلى الله عليه وسلم، فلم يكن له عملٌ معيَّنٌ في أوَّل شبابه، إلا أنَّ الروايات تواترت في أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يرعى الغنم في بني سعد وفي مكة لأهلها.
🔸لمَّا تمَّ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من العُمُرِ اثنَتا عَشْرةَ سنةً، سافر عمُّه أبو طالِبٍ إلى الشَّامِ في رَكبٍ للتِّجارةِ، فأخَذهُ معه. ولمَّا نزلَ الرَّكبُ (بُصرَى) مرّوا على راهِبٍ هناك يُقال له (بَحيرَا)، وكان عليمًا بالإنجيلِ، خبيرًا بالنَّصرانيَّةِ، وهناك أبصرَ بَحيرَا النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فجَعَلَ يتأمَّلُه ويُكلِّمُه، ثم الْتَفَتَ إلى أبي طالبٍ فقال له: ما هذا الغُلامُ مِنكَ؟ فقال: ابني (وكان أبو طالِبٍ يَدعوه بابنِه؛ لشدَّةِ محبَّتِه له وشَفَقَتِه عليه). فقال له بَحيرَا: ما هو بِابنِك، وما ينبغي أن يكونَ أبو هذا الغُلامِ حيًّا. فقال: هو ابنُ أخي. قال: فما فَعَل أبوه؟ قال: مات وأُمُّه حُبلَى به. قال بَحيرَا: صدقتَ. فارجِعْ به إلى بلدِه واحذَرْ عليه يهودَ؛ فوالله لئنْ رأوْهُ هنا لَيَبْغُنَّهُ شرًّا؛ فإنَّه كائنٌ لابنِ أخيك هذا شأنٌ عظيمٌ. فأسرَع به أبو طالبٍ عائدًا إلى مكَّةَ
🔸ولما بلغ الخامسة والعشرين من عمره خرج تاجرًا إلى الشام في مالٍ لخديجة رضي الله عنها، ولما رجع إلى مكة ورأت خديجة في مالها من البركة والأمانة ما رأت، رغبت في الزواج منه، فتزوَّجها، وكانت أول امرأة تزوَّجها صلى الله عليه وسلم، فكانت خير معينٍ له على أعباء الحياة، ومِنْ ثَمَّ على أعباء الرسالة، لمـَّا نزل عليه الوحي.
رابط المجموعة على التيليغرام
تعليقات
إرسال تعليق