خاطرة " حرة طليقة" بقلم شهرة بوقنة.

  حرة طليقة...

بوم بوم بوم بوم

قنابل هنا أثقبت سمع آذاننا...

نيران الغدر أضرمت في قلوبنا ...

عدو غاصب سفاح زعزع استقرارنا ..

وأرهق روحنا حواسنا ...

حطم وخرب بيوتنا ...

أسقى وروى بالدماء أراضينا ...

حرثها بعظام أهالينا...

وسيطر على خيراتنا وأمانينا ...

لم نذق طعم الراحة في ليالينا ...

صرخة البندقية صارت تنادينا ...

تعلوها أصواتنا ...

وصوت المدفع تهتز له أبداننا ...

كبلونا قيدونا عذبونا وأحرقونا ...

نهشوا أجسادنا وبالكهرباء صعقونا ...

فأقاموا لنا طقوس الشواء ...

بدل أن يقيموا لنا العزاء ...

إلى سطيف ڨالمة وخراطة ...

شيدوها بالمجازر ...

فأقام الثوار ثورة الأحرار والحرائر ...

فانتفضوا انتفاضة يعلوها العزم والثبات ...

وشحنوا أرواحهم بالقوة والصمود حتى الممات ...

وفي الفاتح من نوفمبر ...

قاموا للصلاة ....

وعلى صوت زغاريد النساء ...

التي تعلوها دموع الفرح مع البكاء...

فقاد الثورة شعب الشرفاء ...

فيا فرنسا اللعينة ...

أقسم أنك لن تنالي شيئا ...

فأبناء الجزائر فدوها بدمائهم ...

فقد وهبوا لها ارواحهم...

فلم يرضوا العيش تحت أيادي الوحوش...

التي حطمت وأرهقت النفوس ...

وحاولت أن تستحي حرمة نساءنا ...

وكنت تبثين الجهل فينا ...

وما أعظمها مساجدنا وزوايانا ...

ظلت تساندنا ...

تواسينا ...

فانطلقت اول رصاصة من الأوراس ...

فثبطت فرنسا عن ضخ الأنفاس 

فنادوا أيها الناس ...

فالتف الشعب حول الثورة ...

أنها ثورة المجد من الأساس ...

فاستشهد مليون ونصف مليون جزائري ...

انهم ابناء الجزائر الاحرار،

انهم أعظم الشرفاء والأخيار ...

ماتوا بابتسامة عريضة على الوجوه ...

تملأها شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله....

شهرة بوقنة.