قصة " جنون القتل " بقلم أميرة غربي.

 جنون القتل ..!

الشؤم وسوء الحظ قد توالى يرمقه بنظرات الخيبة مرة أخرى ،وساعات الألم تدق بعقاربها على دولاب حياته ليتنفس فجره غيوم الحزن بدل نسيم الصباح ...أسند كمال جسمه الضخم على سرير الوجع يخيط ثوب ذاكرة مربدة مزدانة بأحزان الماضي وعقبات الحاضر ليربط الليل بسكونه على نزغات وين القلب وتنخر النجوم حلقات من تعاسة جبلت بسوء ظن، فهاهو طيف خيالها يحوم حوله كشبح يريد إرهاب عدوه لتتمثل صورة سعدية أمامه فيحاول الهرب من ذلك النحس الذّابح الذي أحاطه من كل جانب ويتخلص من ذكرى وجع قد أفجعته سنوات فلايجد إلا الجدران قضبانا مقيدا لحريته تماما.

التهمه الشرود في جوف الليل المسترسل ،وانتشرت الضوضاء حوله ..تكاد تبتلعه أصوات ضجيج عقله المنبعثة من كل مكان ،اجتمع الليل تحت عينيه سواده ،وزينت ملامحه شحوب واصفرار قد اعتراه ،ينظر حوله الى كل الأجواء المتقدة بغضب فياض يسرق نومه ،قد ارتسمت كل التجاعيد فيه ..يحدق بكلتا إلى طاولة بجانب السرير فتتسع كلتا حدقتيه لرؤية معشوقته الخفية ،يجلس على الأريكة ممهدا جلسته باحتفال كل ليلة في عقله المتعلق بقطرات مشروبه المفضل وكأنه يفرغ شهوة انتقامه من الزمن !

شعور الراحة الموقت تغمده وكأنه تخلص مما كان يزعجه ويمسك على مقبض أنفاسه...تماما كما لو أنه تخلص من الذكريات السيئة المتواترة في عقله ...


_نعم ،إنّها هي روح سعدية عادت لتنتقم..!

ليعود لهاجسه انتقام سعدية له بسبب خيانته لها .. غيد الجنون تمرد على عقله حتى أضحى فريسة جنون مسلول وبوق الدجى يعزف ألحان الانكسار ليتغمده سكوت من أثر الرعب 

فينبجس قريبا منه فوح العفن من حاوية في مطبخه الصغير من جهة اليمين 

-إنه عفن لجسد سعدية ..! والآن ،قد حاوطه سرداق المجون وفي زنزانة المجانين قد دون اسمه "كمال قاتل سعدية"!.




تعليقات