كنت سبب موتي بقلم ميرا جوزيف السلايطة.

 كنت سبب موتي

أنا هي الفتاةُ ذات القلب الطيِّب و صاحبةُ الثقةُ الكبيرة في العالم ، هي نفسها الفتاة التي خُذِلَت من قِبل الآخرين و بصيغةٍ خاصة من قِبل أعز أناس على قلبِها ، و التي كانت تعتبرهم ملجأ لكي تذهب إليه و ترتاح ، و لكن ها أنتَ قد ذهبت يا حبيبَ قلبي و طبيبه و دوائه، ها أنا ... أتعجِبُكَ حالتي الآن؟ 


     لقد انتهت ثقتي في هذا العالم تمامًا ، عقولٌ فارغة ، مواضيعٌ تافهه ، مجتمع منافق ، عالم فاشل ، سلامًا على من رسم على شفاههِ الابتسامة و بداخلهِ حربٌ لا تنتهي ، الهدوء و الوحدة اسلوب راقٍ لا يعرفُ أغلب البشر .


     بسببك انت يا من كنتُ اعشقه كَثُر الحزن و بكت العين حتى جفت عيونٌ بريئة ، قلّ الإخلاص و ماتَ الوفاء في زمنٍ غدار غابت المحبة في قلوب المئات و الآلاف من البشر ، حتى الحجر انكسر من قسوة البشر ، و مِن قساوتك على قلبٍ برىء ، إذا الحجارة شعرت بي فماذا تكون انت ؟ 

لذلك أكثر شيء عادل أننا سنموت جميعًا تاركين الحياة تصنع غيرنا ، يا من أصبحت قلوبها خاليةً من المشاعر ، أتعلم يا مَن كنت حبي ذات يوم سأل الموْت الحياة لماذا الجميع يكرهني و يحبك ! 

فأجابت لانك أيها الموت حقيقةً مؤلمة و أنا كَذِبةً جميلة 


     أنت قتلتني و أخفيت ضحكتي و دمرتَ فيَّ اجمل شيء و جعلتني داخل عالمٍ اسود لا لضوء الشمسِ او القمرِ فيه ، بحالتي هذه التي هي بسببك لا أدري إن كُنت اقتُل ايامي ام أن الايام تقتلني و لكن في الحالتين هناك جريمةٌ تحدُث ولا أعلم مَن السبب ، قد يكون منك يا مَن كُنت ملجأي لانك تركتني و كُنتَ المسؤول عن انطفاء قلبي ، و ربما اكون انا لا أعلم ماذا أفعل فليست لدي معلومات كافية عن الاسعافات الأولية للخذلان و الكسر ، قد تفقد اشخاصًا ليس لانك لم تحافظ عليهم بل لأنك حافظت أكثر من اللازم . 


     أمي تغضب لعدم اهتمامي بغُرفَتي و ترتيبِها و لكن لا أعلم إذا نظرتْ بداخلي ماذا سيحدُث ، بعض الكَلِمات تجرَحُ أحدَّ مِن السيف و انا مِثلُ الكلمات مجروحٌ دائما لا أحد يشعر بما أشعر ، أصعب شعور أن تشتاق لشخص و هو لا يشعر بك ، فإذا كُنت لا تبالي بنفسِك فأنت بالتأكيد تبالي بقلبك و تهتم به و ها قلبي الآن يا قاتلي يُناديك ليراك و يسمع صوتك و أنت و قلبك الذي بلا ضمير يسمعهُ ولا يأتي و ربما لا تريدُ سماعَهُ لأنك تعلم اذا التفت و نظرْتَ إليه فكبرياؤك سينزل مقامَهُ ، أليس كذلك ؟ 


      حاولتُ إقناع قلبي كثيرًا و قلتُ له يا قلبي لا تثق بأحد حتى التراب الذي خُلقنا منه سيدفِنُنا يومًا ما ، فَعِش حياتك .

بكى و قال لا أريد يا صاحبَتي فأنا اريدُ ذلك الطبيب ، فصمتُّ وقتها و ضاعت مني كلماتي و انهمرت دموع قلبي بسببك أيها القاتل ، جعلتَني اعيش اصعب شعور و هو انّك رحلتَ عني و كُنت تعني ليَ الكون بأكمَلِه لم أستطع نسيانك حتى ثانية ، بسببك أصبح الظلام و الموسيقى ملاذيَ الأخير للهروب مِن كُلِّ شيء مِثلِك تمامًا لأنك هربت مني دون مبرر يقنعني و دون مصالَحةٌ تعنيني ،،،، كفى يا قلبي فالبكاء سيأخذُ بصري يومًا ما ، فقال لي عِشِ معميةً أفضل لكِ كي لا تري هذه الخيانة ، لربما الموت كانَ أهون مِن ذلك . 


     في ليلةٍ سَأَلَني قلبي كيف حالُكِ يا صديقتي ؟ 

أجبت : أنا لستُ بخير ، أنا لستُ سيئة و لكن العالم لا يَفهَمُني. 

 

     أيُها الخانق لو كُنتَ تريد الابتعاد عني لَقُلتَ لي فكُنتُ سأصنع لكَ نهاية جميلة و ارحل و لكنك رحلت دون النظر إلى عينيّ او الى قلبي . 

أيها القاضي، بداخلي حزنٌ كسجين حُكِمَ عليه بالمؤبد 

يا أهلي، مازلتُ أبكي على وسادتي و أنتم تصدقون أنني نائمة 

يا اصدقائي، هذه الليلة اتعس بكثير من التي قبلها ، أين اختفيتم؟ 

يا قمر ، هناك سؤال في بالي ، هل سأعيش الحياةَ التي اريدُها يومًا ما ؟ 

أيتُها المقابر اسرقيني فالحياة قد ماتت بداخلي و لكن أخبريني هل كل ما أشعر به يتسع داخلُكِ ! 


     الحزن ، هو أن يتركك أحد انت تحبه لسببٍ مجهول و الخيبة ، هي أن ندرك متأخرين أنّ الآخرين ليسوا بحاجةٍ إلينا و الخذلان ، انّك كنت واثق بشخص و كسرَك ، أما اذا سألتموني عن الموت فقلتُ ارحمُهُم . 


     انظر أيها الجارح قلبي ينتظرك بصبر ، فقط اسمعه ما سيقول لو لآخر مرة ، فلم تنظر انت فقلتُ له قلبي لا تعتمد على الحُب لانه نادر ،و لا تعتمد على على الإنسان لانه غادر، ولا تعتمد على الوقت لانه عابر ، فاغرورقت عينايّ بالدموع و قلتُ آسف ...

ميرا جوزيف السلايطة.



تعليقات