"ذكرياتُكَ ما زالت هنا" بقلم الكاتبة السورية المبدعة إيمان أنور أقرع.

ذهب ولم يلقِ لي تحيّةَ الوداع.
ذهب وذهبتْ روحي معه.
ذهب وباتتْ ذكراه تؤلمني. 
أتدري ياعمّاه أنّك الروحُ وأنني منذ سماعِ خبرِ استشهادِكَ لم تغبْ عن بالي لحظةً واحدة!
في كلّ ليلةٍ عندما أريد أنْ أنامَ تهاجمني الذكريات؛ فأمسكُ هاتفي لأسترجعَ ذكرياتي معك، أبحث عن رقمكَ ثم أتذكر بأن لا وجودَ لرقمكَ  فيعتصر قلبي من الحزنِ، وتدمع عيناي بلا شعور، ويتمتم فمي بالفاتحةِ على روحِك الطيبةِ الطاهرة.
   يا لها من أيامٍ صعبةٍ ويا له من واقعٍ مرير! 
 تذكّرتك بالأمس، بل استذكرتك؛ فرحتُ أبحث في دفترِ مذكّراتي عن بعض الكلماتِ التي وصفتك بها.
شعرت بأنّك لاتوصف بأيِّ كلماتٍ مهما بلغت من الجمال!
فهل يوصف الشهيدُ بالكلمات؟!
عثرتُ في دفاتري على بعضِ الكلماتِ التي كتبتها عندما افترقنا بعد سهرتِك معي، حين قلتَ لي وكأنَّك تعلم بأنّك راحل!
- إيمان ادعي لي فأنت غاليةٌ عليّ.
 وكأنّك تعلم بأنّك راحل!
 وأنت الذي ودّعتني ولم أودعْك، حتى كفنِك منعوني من لمسِه، كنت أحسبُها أيامًا صعبةً تمرُّ عليّ، ولم أفكّرْ بأنها ستزداد صعوبةً أكثرَ من سابقها! 
 أجل، نحن مهما حاولنا أنْ نسترجعَهم لا نستطيع فعلَ ذلك إلا عندما نلتقي بهم في الآخرة، ولكنْ على الأقل يمكننا فقط جمعُ أشيائهم ووضعِهم في مكانٍ لا يستطيعُ أحدٌ نسيانَهم مهما فعلَ بنا الدهر.
أتدري عندما رحلتَ عن الدنيا أصبح مجرى حياتي مختلف! 
 لقد تغيرت، لم أعدْ أحبُّ العيشَ من دونِك، الجميعُ أصبح ينظرُ إليّ نظرةً مختلفة، وكأنّ الأمرَ قد بدا غريبا، أصبحت كلماتُهم تؤلمني كلّما ذكروك يا عمّاه.
كلّما تحدثوا أجيبهم ليتني متُّ ولم يمتْ عمّي! 
فهو كان كلَّ شيءٍ بالنسبةِ لي. 
لا أحدَ سيشعرُ بك إلا من ذاقَ مرارةَ الفراق. 
منذ يومين رأيتك في المنامِ وكنتَ تبتسم، وكنت تقولُ لي
- إيمان إنْ كنتِ تحبيني فلا تبكي. 
 حينها شعرت بأنّك أسعدُ مخلوقٍ رحلَ إلى خالقِ العباد، وواساني بعضَ الشيء!
لن أنساكَ يا عمّاه!



كلمات: إيمان أنور أقرع.
تدقيق: فاطمة عبد الباقي.
تحرير النشر: دعاء العوايشة.

تعليقات

  1. حرووفك تلامس القلب 💙💙

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لمرورك الطيب

      حذف
  2. واو شرحتي كل ليلة بنمر فيها كلماتك روعة ووصفك بيجنن🥺🤍

    ردحذف
  3. أبدعتي إيمان🤍🤍🤍

    ردحذف
  4. شكرا لتشجيعكم💙💙

    ردحذف
  5. مبدعة ايمانو

    ردحذف
  6. مبارك ♥️🫶🏻

    ردحذف
  7. أبدعت ايمان فعلا...
    كلماتك أثرت بي جدا و جعلتني أشعر بها واحدة واحدة و أنا أقرأها..
    دام مداد قلمك 🌹❤

    صديقتك فلة

    ردحذف

إرسال تعليق