"أنا وطيّات الليل الكئيب" للكاتب الأُردني محمود قزاز.

 "أنا وطيّات الليل الكئيب" 



وَفِي لَيلَةٍ هَوائِيةٍ،

وَضَعْتُ رَأسِي عَلَى وِسَادَتِي لِأَنَام، وَبِلَحظَةِ الغَفْلَةِ وَالسُّكُونِ، وَإغْلاقِ الجُفُونِ، هَاجَمَنِي هَاجِسِي لِيُقَاصِصَنِي، لِيَرْتَعِشَ جَسَدِي، وَيَقْشَعِرَّ بَدَنِي وَأنْهَضَ فَزِعًا، 

مَاذَا جَرَى!!

مَا الذِّي يَحِلُ بِي؟!

فَيَسئلُ هَاجِسِي: مَن أنْتَ؟

لِأَرُدَ قائلًا:

أَنَا كِتَابٌ يَحْمِلُ بِطَيَّاتِهِ مَا لَذَّ وَطَابَ، لِيَرُوقَ لِخَاطِرِ كُلِّ القُرَّاءِ، كِتَابٌ قَدِيمٌ يُوضَعُ عَلَى الرَّفِ، كُلَمَا أَرَادَ قَارِئٌ تَنَاوَلَنِي، وَعَنْدَ الانتِهَاءِ أَوْ المَلَلِ، أَعُودُ وَأُوضَعُ عَلَى الرَّفِ، حَتَّى غُبَارَ أَورَاقِي، كُلَمَا تَطَايَرَ وَكَأَنَّهُ طَيرٌ حَزِينٌ، كُلَمَا شَعَرْتُ بِحُزْنِ أَحَدِهِم، أُلْقِي بِنَفْسِي بَيْنَ يَديهِ لِيَأخُذَ مِني لَحْنِي الجَمِيلِ، وَيَتْرُكُ أَثَرَ أَحْزَانِهِ عَلَى هَيئَةِ بَصَمَاتٍ أَو كَدَمَاتٍ عَلَى ثَنَايَا أَورَاقِي، وَيَترُكُنِي حَتَّى لَا يَتَكَتَّلَ غُبَارِي، تَحَوَلْتُ مِن كِتَابِ طَاقَةٍ وَلَحْنٍ جَمِيلٍ، لِكِتَابٍ قَدِيمٍ مُمَزَّقٍ تَمْلَأُ أَورَاقَهُ أَلْحَانٌ حَزِينَةٌ، وَذِكْرَيَاتٌ مُؤلِمَةٌ. 

فَتَلَمْلَمَ هَاجِسِي وَتَحَورَ وَبِحُزْنٍ شَدِيدٍ غَادَرَ كَيَانِي، لِأَضَعَ رَأْسِي وَعُيُونِي تَغَرْغَرَتْ بِدُمُوعِهَا وَتَبَلْوَرَتْ قَطَرَاتُهَا نَدَمًا، لِأَنَامَ شَهِيدَ آلامِي، وَضَحِيَّةَ أَيَامِي، وَأَسِيرَ رَحِيلَ أُنَاسِي.




كلمات: محمود مراد قزاز.

تدقيق: علياء حميد محمد

تحرير النشر: دعاء العوايشة

تعليقات

  1. ماشاءالله أحسنت🤍

    ردحذف
  2. كلام جميل احسنت

    ردحذف
  3. منذ المرة الأولى عندما قرأت لك قلت ان بداخلك كاتب واديب استمر وستكون 💙💙🌹

    ردحذف
  4. بالتوفيق الكاتب الرائع صاحب الشخصية العظيمة للامام🫶🏻❤️

    ردحذف
  5. ما شاء الله

    ردحذف
  6. ابدعت ماشاء الله ❤️

    ردحذف
  7. الف مبارك زميل

    ردحذف
  8. ابدعت صديقي

    ردحذف
  9. ما شاء الله مفخره يقلبي

    ردحذف
  10. سلمت يمينك وزادك ربي من فضله حبيب الشنب

    ردحذف

إرسال تعليق