نصٌّ بعنوان "خطيئتي" من كتاب "ليلة ونهار وعمرٌ مليءٌ بالأسرار"، فصل "رسائلٌ من بريدٍ مهمل"، للمبدعة الفلسطينية رنيم ذاكر ناصر.

 لم أدري ما الذي حدثَ فعلاً عدا كونَ كتاباتي أخذت مُنعطفاً نحوَالألم، فغدوتُ أنسجُ حروفي من رحمِ الندم، وأخُطُّ أبياتاً مِنَ الحسرةِ على رحيلك، أهديتُكَ كتابي الأول وأنا أعلمُ بأنهُ لن تصلُكَ حروفي، والكتابَ الثاني تحدثتُ عنِ الألمِ الذي تسببتَهُ لي، أما الآنَ فقد آن الأوانُ لحرفِ المسارِ عنكَ، وأن تعودَ الحياةُ لسطوري، أن أُغلِق ثقوبَ التعاسةِ في قلبي، أن أكسُرَ نايِّ الحزين، وأفُكَ قيدَ الذاكرةَ وأنطلقُ نحوَ العِنان، أنْ أطيرَ نحوَ اللاحبِ واللاحدودِ، لا أعلم أين سأصل، ولكنَ الأهم بأنني تحررتُ مِنك، غريبٌ كيفَ كانَ بادَئ ُ الأمرِ وكيفَ انتهى، فالذي بيننا لم يكُن حُباً لقد كانَ شيئاً أشبهُ بِاللاشيء، لم تكُن تستحقُ كلَ ذلكَ الحُب، لقد كنتَ خطيئةً وذنباً لا يُغفر أبداً بحقِ نفسي، باتَ عمري رماداً، واحترق ربيعي وأنا أُحاوِلُ جاهدةً مِن أجل الذي بيننا، أمّا الآن وبعدما أفنيتُ عُمراً مِن عُمري في سبيلِ الوصالِ، لم يعد هناك لا وصلٌ ولا وصالٌ إليك، فسبحان من يَصُبُّ الحُبَّ في أصلابِنا وينزعُهُ مِنا كأنهُ لم يكُن.

كلمات: رنيم ذاكر ناصر.

تحرير النشر وتدقيق: دعاء العوايشة.

كتاب: ليلة ونهار وعمرٌ مليءٌ بالأسرار. 

فصل: رسائلٌ من بريدٍ مهمل. 

إعداد الكتاب: دعاء العوايشة وفاطمة سمير.