"أَنا آسفٌ جدًّا" بقلم الشاعر السوري المبدع عبد القادر حمزة

أنا آسفٌ جدًا

حينَ ادَّعيتُ بأنكِ عَالَمي الأكبر 

وأنّ الكَونَ هذا الكونُ 

دونَكِ مَنفىً، لا أكثر 

أنا آسفٌ جدًا

حينَ اقتَبستُ الشِّعرَ من غيري 

ورَسمتُ وَجهكِ بِالصابونِ والسُّكر 

أنا ما رسمتكِ، لا وجهًا، ولا منظر 

ولا ذِكرى على صدري 

ولا حِبرًا على الدفتر

لأن دفاتري مملوءةٌ، وقصائدي مشلولةٌ

فماذا يا تُرى أتذكر 

أنا آسفٌ جدًا

حِينَ ادَّعيتُ بِأنَّني، تلميذ أبي حنيفةَ والأزهر

وبِأنّ شريعةَ الإسلام أحفظُها 

من الأقصى إلى خيبر 

وأنا: لا أفقهُ إلا قال الله، وماتَ عُمر 

أنا آسفٌ جدًا

حِينَ ادَّعيتُ بِأنّ صدركِ موطني 

وأنَّني كَالماءِ، فوقَ النارِ أتبخر 

كُلُّ الصدور مواطني كَانت 

وأنا الوطنُ الوحيد الذي لا يتحرر

أنا آسفٌ جدًا

حِينَ ادَّعيتُ بِأنكِ الدنيا 

وخريطتي الكُبرى، من المُحيط إلى المَعبر

وبِأنّي أملكُ في بيتي 

ما لا يَملكهُ القيصر 

وعندي اليابس منهُ والأخضر 

وعندي النور، وعندي الحور، وعندي سبايا بَني الأصفر 

أنا آسفٌ جدًا، لأني... 

لا أملكُ في بيتي حَبةَ قَمحٍ، أو زعتر 

سيدتي..

أدري أني مرفوضٌ

ولا أُعذَر  

فحتى اللهُ

حتى الله 

لا يغفرُ لمن ادَّعى الإيمانَ، ثم كفر! 

كلمات الشاعر: عبد القادر حمزة

تحرير النشر وتدقيق: دعاء العوايشة