غفلة
في حينٍ من الوقتِ بدى على كل شئٍ الهدوء، كان الضجيجُ يعمُ المكانَ من هذهِ الرسالة، لم يبدو على وجهه الغضب، لم يبدو الانزعاج، ظهرَ وكأنهُ شئٌ اعتادَ على رؤيته.
منظرُ المكانِ يُحطِّمُ الجدران، يُكسّرُ أغلال الصمت، يرفعُ الغشاءَ عن أعيُنٍ باتت تُرهقها الأوجاع يُزيلُ من القلبِ وجع السنين.
رسالةٌ ظهرت فجأةً هُنا لترفعَ عن كُلَّ شئٍ ستارُهُ لتظهرَ كل أخبارُه، حينما راودته فكرةَ الموتِ تلك تركَ وراءَهُ ما يُخلدها للأبدِ هُنا معهم، أسطولٌ من الأحزان يرافقني كلما وودتُ أن ألتقي بكِ مرةً أُخرى، كلما كانت مشاعري تتوهجُ فرحًا لرؤيتكِ، كلما انتصرت أمامي الذكرياتُ على الأمل، لطالما رأيتُ طيفكِ يرافقني هُنا، وكلما أدرتُ رأسي ملتفتةً أراكِ هُنا، لكني فقط أَشعُرُ بكِ لا أكثر، وأجدكِ معي أينما حللتْ، وأسمعُ أصواتكِ في الفضاء معي ونوركِ في السماءِ يلمعِ، حتمًا هُناكَ عودة حتمًا هناكَ رجوعُ.
من تكونين؟! من أنا؟ من المُذنب؟
أغلالُ من مسد، وإني ليعزُ عليَّ أنك ضعتِ مني.
تمسكِ يا عزيزتي فالحبُ مرجعنا، والأملُ مطمئننا، والعهد والشوقُ يجمعنا، والحربُ والنار ُ مصابنا، والأسى جمعًا يؤلمنا. تَكادُ تغيرني الصدمات وتأكل من وتينِ قلبي الضربات، قلبي تألمَ وانتهى وضاع مني الفرح منذ أن رَحلتِ عني، بينما قال كلامه هذا في مصحة الأمراض العقلية، كانت قد فارقت زوجته حياتها وانتهى كل الحب والحياة معها.
ذهبَ ولم يعد وهذه لم تكن إلّا بداية النهاية.
كلمات: إسراء شاكر الصرايرة.
تحرير النشر: دعاء العوايشة.
تعليقات
إرسال تعليق