"إلى رفيق الروح" بقلم الكاتبة الأُردنية المبدعة دلال إياد الحياري.




ضعاف القلوب نحن أم شداد الهوى. إلى من أتى الدارَ من بابها وطلب الحلال واستعفف. أهديك نفسي أَيَا مالكها، أَيَا كُلي والكاف ظادٌ مكسورة. أهديك حروفًا بقلبي كتبتها ومشاعر  التلهف بها ، أيقنت معنى  هذه الآية (وعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا) 

لازلت أذكر ذاك اليوم الذي أخبرت به أمي: بأنّك ترغب بالزواج، وأن تُقدم على طلب لك الفتاة التي اختارها قلبك فأجابت أنت ولدي وأنا أمكَ،

فقلتَ لها بدون تردد ولا رهبة وبكل ثقة ومودة: لقد رأيتُ بها ملاذي، وأماني، وسكينتي، وكياني، أريدُ الزواج من ابنتكِ لأجعلها ملكة في قلبي،

حلِّي وحلالي، أُكملُ بها ديني واكتفي بها أميرتي، أسعى لإسعادها وأكمل عمري معها.

 ذهب ذاك اليوم وشعور الخوف قد دخل قلبكَ، وشعور الحب قد تمكن منكَ، كيف كانت تلك المشاعر؟!

كيف لم أشعر بحبكَ؟!

كيف أحببتني؟!

ما أجمل فؤادك وما أنقاه!!

لا أذكر أنَّك رأيتني إلّا مرّتانِ أو ثالثة، وأذكر عيناكَ لم يرتفعا عن الأرضِ لثانية، غلبَ حيائكَ وصدقُ نواياكَ، كيف دخلتُ قلبكَ وكيف استملكتُهُ؟ قد شاءَ الله بعد أسبوع من طِلبَتكَ عقدُ قِرانُنا، قِرانٌ اقترنت به سعادتنا،

قران القلوب ببعضها، بشبيهها، وبحبيبها. لازلت أذكرُ فترةَ خِطبتنا كيف كانت، مزج الفرح بالحزن و المعاناة، قد كتبَ الله لنا تلك الأيام أن يكون شقائنا بها. أدري أن صُغرَ سني وجهلي قد سبّبا المتاعبَ وبعض المشاكل، وإنّ صبركَ على طفلتكَ المدللة أتعبك قليلاً، وإنّ تلك الأيام التي ذهبت لن تعودَ يا حبيبي، وإنك اثبتَ صدق حبكَ وتمسككَ بي، وإنّ أجر صبرك قد نلتَ به مرادكَ، نلتَ فؤادي.

لن ننسى جميل أيامنا ولطفها، سهراتنا وأشعار كانت تسردُ في ليالينا الجميلة، وكلامك المعسول.                         حبيبي، إليك حبيبي:

أقدّمُ اعتذاري وأسفي، لحبيبٍ اقترن قلبه بقلبي تحمل طيشي وتمسكَك بي، أحبك وأعتذر لك عن شقائي.

فيا سعدَ فؤادي حينَ صرتَ زوجي، أن يحفظنا ويديم ودنا أدعو ربي. مضت فترة خطوبتنا وانتهت التسعة أشهر وأربعة أيام، وحلّ شهر حزيران الذي حمل معه عروسًا زفت في الرابع والعشرين منه.

 عروسًا كللها الأبيض وتوجت بملكة قلب ناصر.

عروس غار القمر من جمالها وباركَ الله زفافها.

دقّت ساعة العاشرة وبدأ فرح قلبي بدأ عرسي، كان غريبًا لقد كان بنمط مختلف عن الذي اعتدت عليه، لم يكن صخب، لم تكن الأغاني والمعازف تملأه،بل كان الدف والأناشيد الإسلامية ما يشغله. نعم كان غريبًا ولم أذكر أنني حضرت سوا عرسًا واحدا بهذا النمط، لم يدخل زوجي لصالة الزفاف النسائية، ولم نرقص سويًا ولم نقطع الكعكة معًا، لكنه كان جميلاً ويسيرًا وبقيت كلمة زوجي (نبتدي حياتنا بمرضاة الله وسنرى البركة والسعادة)

(لن نبدأ حياتنا بمعصية الذي جمعنا سويةً، نريد الله أن يبارك لنا )

عالقة في قلبي لم تغب عن ذهني، صدقت يا زوجي وبارك الله لنا حياتنا وأدام ودنا. اللهم آمين، وسألنا الله التوفيق والسداد، اكتملت سعادتنا وأصحبنا زوجًا وزوجة أدام الله ودنا.

 فراق أهلي، أبي، أمي، إخوتي، وصديقاتي، كان قاسيًا ولم أعتد على البعد عنهم كنت أشعر بالوحدة، وما كان يُمليها عليّ سوا القلب الذي احتواني.    سوى حبيبًا، روح الفؤاد سمَّاني

فأنت زوجي، وسندي، وعوني، ونصيري، وناصري، أدام الله عشقًا سرمديًا وهبتني إياه

زوجتك المخلصة لك دومًا. 

دلال. 



كلمات: دلال إياد الحياري.

تدقيق: فاطمة بيطار.

تحرير النشر: دعاء العوايشة. 

تعليقات

  1. ما شاء الله 😍

    ردحذف
  2. مبدعة دومًا عزيزتي دلال 🌸♥️♥️

    ردحذف
  3. ما شاء الله تبارك الرحمن مبدعة 🤍

    ردحذف
  4. اوووووه ما شاء الله على الكلمات والابداع والترتيب جميل جدا يا اختااه 💛✨

    ردحذف
  5. الله يهنيكم ويديمكم لبعض وما يحرمكم من بعض ويجمعكم عن قريب 🌿🤍

    ردحذف
  6. اللهم بااارك حبيبتي دلوول. الله يحميكي 💛

    ردحذف
  7. الله يحميكم ياارب ♥️

    ردحذف
  8. تبارك الله لا قوة الا بالله.. الله يحمي قلبك يا جميلة

    ردحذف

إرسال تعليق