"أنا حيث القلة" للكاتبة العراقية زينب الصادق.

 أنا حيث القلة

أعتدت على قول هذه العبارة لجميع المارة والعابرين في حياته يقول في داخله:

"غريبٌ عن نفسك

من أنت 

ومن أنا هذا السّؤال تطرحه لنفسك غريب..

سأكتب عن علي الفتى الّذي يسكن في مكان بعيد عن نفسه ووطنه، رغم تواجد الإثنين معًا لكن دون جدوى

الفتى المهذّب

يسكن في حيٍّ بعيد 

يخرج باكرًا ويعود متأخرًا 

يهرب من شيءٌ يلاحقه،

شيءٌ ما أجهله ويجهله الجميع،

لكنّي أراه يركض وهو في الحقيقة يمشي تائه،لا أعلم ما سرّه، ولما ملامحه حزينة

هكذا، أخبرت قلمي عندما مسكته تحدث عن عليّ،

انتظر قلمي ماذا يخبرني عن الفتى التائه في بلاده، أوليس ذلك غريبًا! يطلق على نفسه الغريب 

الغريب لقبه

وعنوانه فتاة

هذا عنوانه الوحيد ولربّما موطنه الأصليّ، الآن ذلك الغريب أصبح لاجئ، نازح، دون وطن.

وطنًا يحتوي أضلعه الهزيلة،

يرتدي المعطف الطويل، يُقال: هذا المعطف يرتديه صيفًا وشتاءً

المجنون، هكذا يطلقون عليه الغريب المجنون.

تخبرني نفس عليّ عن سر معطفه الأسود، تقول: منذ أنْ تزعزع عليّ عن وطنه وهو يرتدي المعطف صيفًا وشتاءً ليدفئ قلبه النقيّ، كان عليّ جاري أعرفه منذ سنين ذو خلق رفيع، لا أحد يعلم ماذا جرى ليتحوّل إلى دميةً مخيفةً 

يهربُ منها الجميع.



كلمات: زينب الصادق.

تدقيق: فاطمة بيطار.

تحرير النشر: دعاء العوايشة. 

تعليقات

  1. تألقتِ زينب ماشاءالله🤍ننتظر ابداعاتك القادمة

    ردحذف
  2. مبارك يارب

    ردحذف
  3. بالتوفيق والرقي استازه

    ردحذف

إرسال تعليق