"ذكريات" بقلم الكاتبة الأُردنية آية البشابشة.

لم أفهم لهذا اليوم لماذا يحتفظ الإنسان بالذِّكرى، أليس من حقة النسيان؟ لم يسمح لنفسه بالعذاب؟ وينام بين سفوح الماضي والأحلام، أليس من الصعب الزحف للوراء بلهفة وكبرياء؟ تتطاير الحروف بين وصف الحياة واللاحياة والشيء واللاشيء.

أياوجع الذكريات زولي عن مُحيا أيامي، أيّا وجع ذكرياتي ألم يحين الوقت كي تختفي من حياتي، ألم تمل من مرافقتي فأنا كئيبة، إنّني أجاهد بين رجاحة العقل، وعاطفة الفؤاد. عقلي يلومني بصرامة، وقلبي يرتجف حبًّا، يتلاقيان في ذكرى سعيدة حزينة قديمة مؤلمة، في إحدى الليالي المظلمة، تشتعل قناديل الذكرى بين عيني وخيالي؛

كأنّني في صراع أزلي ومعركة لا خلاص منها.

أهرب وأناجي في طريق مسدود لا مفر منه، أستعيد ذكرياتي كل ليلة  فأنا سبب دائي، تصفعني ذكرى سعيدة وتؤرقني أحداث قديمة، أهرب من خيالي، وأتظاهر بالتناسي فيؤلمني الواقع المزري؛ بأنّني لا زالت في بحرٍ قديم مليء بأحداث رسمها الماضي، وأيام مضت وكانت أجمل الليالي، مازلت  أبحر في زورقي القديم وتجرفني أمواج الذكريات، أظن أني سأغرق في محيط الماضي لا نجاة منه

أليس من الغريب أن السعادة في الماضي تؤلم أكثر من الحزن في الحاضر؟ أيا عقل مليء بالذكريات أليس بمقدورك أن تنجب الأمل وترفق بحالي، أليس بك ما يبرئ جراحي ويداوي فؤادي؟ 

كلمات: آية البشابشة.

تدقيق: فاطمة بيطار.

تحرير النشر: دعاء العوايشة.