رِسالةٌ يَجبُ أَنْ تَصِل...
لَن أَسأَلَكَ عَن حَالِكَ لأنَّكَ لَم تَهتَمَ لِحَالِي مُنذُ مُدَّةٍ لَيست قَلِيلَةً إِطلَاقًا
أَخُطُّ هَذِهِ الرِّسَالةَ؛ لِأَتَخلَّصَ مِن بَقَايَا كَلِمَاتٍ مَا زَالت عَالِقَةً دَاخِلَ رُوحِي، لِأَبدَأَ هَذِهِ المَرحلةَ وَأَنَا مُنتَهِيَةً مِنكَ
رُبَّمَا كَلِمَاتِي لَا يُغَلِفُها طَابِعُ الرِّقَةِ كَمَا اعتَدتَهَا، لَكِنْ تَاللهِ إِنَّنِي لَا أَذْكُرُ يَومًا آلَمتُكَ بِهِ، لِأَكُنْ صَادِقَةً أَكثرَ هَي مَرَّةٌ وَاحِدَةٌ آلَمتُكَ بِهَا، لَكِنْ كَانتْ حِينَهَا مِن وَرَاءِ فُؤَادِي
كُنتُ دَومًا أُحَذِرُكَ مِن ابتِعَادِكَ الّذِي نُدْرِكُ سَويًا مَا هَي نِهَايَتُهُ
لَن أَضَعَ حُبَّكَ لِي دَاخِلَ حَوزةَ شُكُوكٍ، لَكِنْ هُنَاكَ الكَثِير مِنَ الأَشيَاءِ الِّتي رَاهَنتُ عَلَيهَا، وَوَضعْتُكَ دَاخِلَهَا وَفَشَلْت
لَم تَتَبقَى لَكَ ذَرَّةُ حُبٍّ دَاخِلِي، وَالحَمْدُللهِ الّذِي اصطَفَانِي مِن هَذَا الحُبِّ
وَلَيْسَ هُنَاكَ ذَرَّةُ شُعُورٍ لَكَ دَاخِلِي، أَتُدْرِكُ إِلَى أَينَ وَصَلَ بِنَا الحَالُ؟
رُبَّمَا كُنْتُ مُجرَّدَ تَجرُبَةِ حُبٍّ بِالنِسبَةِ لَكَ، لَكِنَكَ كُنْتَ بِمَثَابَةِ الرُّوحِ بِالنِسبَةِ لِي
أَرجُوكَ انتَبِه لِكَلِمَةِ "كُنْتَ" لأنَّنِي أَزْلتُكَ مُنذُ مُدَّةٍ، وَالحَمْدُللهِ الّذِي أَصلَحَ الحَالَ وَأَعَادَ لِي فُؤادِي...
وَلِأُبَشِرُكَ لَقَدْ تَخلَّصْتُ مِنِّي وَمِن حُبِّي وَذِكرَيَاتِي دُفعَةً وَاحِدَةً، لَن أَقُولَ خَسَرتَنِي؛ لِأنَّ الخَسَارَةَ تَكُونُ فِي أَشيَاءَ عَهِدْنَا حُبَّهَا وَلَا أَظُنُّ أَنَّكَ مَازِلتَ تَحتَفِظُ بِـذِكرَيَاتِي، لِذَلِكَ فَأَنتَ تَخَلَّصْتَ مِنِّي
وَلِأُنْهِي رِسَالَتِي الّتِي رُبَّمَا أَزعَجْتُكَ بِهَا كَبَاقِي رَسَائِلِي الّتِي هَرَبْتَ مِنَ الإِجَابَةِ عَنهَا، لَكِنْ لَا يَهُم فَهِيَ آخِرُهُم
إِنْ حَدَثَ وَأَحبَّبتَ مُجَددًا ضَع الشَّكوَى مُغَلَفًأ لِعَلَاقَتِكَ بِي، أَخبِرهَا إنَّنِي أَسوَءُ مَا حَلَّ بِكَ، أَخبِرهَا أَيضًا إنَّنِي تَرَكتُكَ بِمُنتَصَفِ الطَّرِيقِ، أَخبِرهَا أَيَّ كَذبَةٍ سَتَكُونُ أَقرَبَ لـِ
لِسَانِكَ، لَكِنْ عِندمَا تَعُودُ لِفِرَاشِكَ مَسَاءًا كُنْ صَرِيحًا، تَذَكَّرْ أّنَّنِي لَم أَخُنْ ذِكرَيَاتِكَ يومًا، وَأَنَّكَ لَن تَجِدَ امرَأَةً عَلَى وَجهِ هَذَا الكَوكَبِ أَحبَّتكَ مِثلِي، حَتَّى وَإِنْ لَم تُحِبَّنِي يومًا، لأنَّ الّذِي يُحِبُّ حَقًا لَا يَتَخلَّى، حَتَّى وَإِنْ تَخَلَى عَن رُوحِهِ بِالمُقَابِلِ...
كُنتُ أّظُنُّ أَنَّكَ نَصِيبِي بِالحُبِّ، لَكِنَّنِي غَفَوتُ عَن "إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ"
لَن أَنتَظِرَ مِنكَ رَدًا عَلَى هَذِهِ الرِّسَالَةِ، لِأنَّك لَا تَمتَلِكُ الشَّجَاعَةَ بِالرَّدِ عَلَى رَسَائِلِي...
لَقَد هَزَمْتُكَ بِشَجَاعَتِي 🖤
كلمات: شريفة ماهر عابدين.
تدقيق: علياء حميد محمد.
تحرير النشر: دعاء العوايشة.
تعليقات
إرسال تعليق