قريتُنا الصغيرة .
تُذكرني هذه الايام بالمدرسة، الاستيقاظ باكراً، رائحة القهوة
صوت الراديو، ورجفة برد الصباح
دُعاء أمي، دفء الموقده، الطابور الصباحي وصوت الاناشيد
تذكرني بأبي أيضًا وجلستهُ قريباً من الموقدة وأبريق الشاي يغلي ورائحتهُ تفوح بالارجاء
نشرة أخبار السادسة صباحاً بصوت عالً ومُشوش
صوت فيروز وحنين الذكريات
في كل صباح أتذكر جدي وهو يجلسُ على الأريكة بالقربِ من شجرة التوت ..
شيخ القرية وهو ذاهبا لبيته،
جدتي ورغيف الخبز
لم اكن اعرف أن هذه الايام ستذهب وان جدي وأبي سيرحلون وأن الذكريات ستندثر ولم يبقى الا الاماكن والبيوت
لم اكن اعرف ان هذه الايام كانت لنا عمراً ودرساً
من هُنا ولدنا ومن هُنا تعلمنا ..
بيوت خالية وأماكن موحشه
حدثني أبي : أن هذا المكان كان يَضمُ عائلاتٌ بَسيطه وقلوبً نقية، لهم عادتِهم وتَقاليدهم الخاصة التي توارثوها من آباءهم وأجدادهم..
فلاح، معلم، جُندي
في كل صباح يذهب كل منهم إلى مكان عَملهُ وليس لهُم غاية إلا أن يعيشوا كالبقيه ..
في القرية تلفاز واحد ودائماً ما يكون في بيت المُختار، وهاتف وحيد،
يجتمعون ليلاً ويتبادلون الأحاديث، مشاكلهم، ذكرياتهم، ونواياهم تجاه المُستقبل ، وعند منتصف الليل يذهب كل منهم إلى بيتهُ .
الفلاح يصحى باكراً ويذهب إلى ارضه الذي زرعها منذو ثلاثة شهور ينتظرُ ثمرة تَعبه تنتج ليحصدها ويطعم بقرتهُ ويبيعُ قسم لشراء مُستلزمات العائلة،
تَغيب الشمس ويعود إلى بيتهُ ..
وحدثني ايضاً : انه جدهُ رجلٌ لهُ سلطة ونفوذ، محبوبً من الجميع ، مجلسهُ لحل الخلافات وعقد القرإن
وانهُ كان مُعلم ولهُ مكانةٌ رفيعة واحتراماً كبير، يجالس أهل القرية جميعهم، يقرا لهم الرسائل والجرائد،
في القرية ينامون باكرا كالفراش ومساءاً لا تسمع صوتاً إلا صوت العصافير ، الديك المنسي خارج البيت ، وبكاء طفل صغير ...
الطفل الذي أستُشهد والدهُ دفاعاً عن أرضه وعرضه، ترك أثراً وبصمة للتاريخ لا تنسى .
في القرية حُبً ولذةً للعيش الكَريم .🌾
أحمد القضاه ✒
يعطيكم الف عافيه وجهودكم مباركة مشكورة.
ردحذفشكرا لادارة الفريق
كل الابداع ..مزيد من التقدم
ردحذفمبارك للزميل
ردحذفدائما مبدع أستاذ أحمد
ردحذفدائما مبدع أخوي أستاذ أحمد
ردحذفابداع ما شاء الله ♥️
ردحذفما شاء الله لقد لخصت حيات الريف بسطور للامام أستاذ أحمد القضاه
ردحذف