٢/
اَلْعَرُوس اَلْمَوْءودَةِ
أنْتِ كَعَرُوسٍ جَمِيلَة تَرْتَدِي ثَوْبَ زِفَافٍ أَبْيَضٍ رَثٍّ بِفِعْلِ اَلزَّمَنِ وَهَشٍّ مِنْ قُوة اَلدَّمَارِ، كَحَبَّةِ لُؤْلُؤ ضَاعَ بَرِيقُهَا بَيْنَ أَصَابِعِ اَلطَّامِعِينَ، كَمَعْزُوفَةِ مُوسِيقِيَّة مُبْهِجَةٍ نَسَّى عَازِفُهَا اَلْمَقْطَّع اَلْأَخِيرُ مِنْهَا فَغَيْرِ مَلَامِحهَا لِلْأَسَى، أَنْتِ أَرْضٌ اِهْتَزَّتْ مِرَارًا وَلَمْ تُهْزَمْ بَعْد وَلَنْ تُهْزم قَطُّ، كَأَنَّكِ تَقُولِينَ لِلْحُرُوبِ وَلِلْخَوَنَةِ وَلِلْعَالَمِ أَجْمَع أَنَا هُنَا لَازِلْتُ بِخَيْر وَلَازَالَ نَبْضِي مُنْتَظِمٌ يَبْحَثُ عَنْ اَلسَّلَامِ لِي وَلِشَعْبِي الشَامِخْ؛ أَنَا هُنَا أُصَارِعُ بِمَا تَبْقَى لِي مِنْ أُكْسُجِينٍ، وَأَكَابِرُ بِصَبْرٍ حَتَّى لَا أُضَيِّعُ بَيْنُ أَرْجُلِ اَلْوَسِخَيْنِ، وَإِذَا فِلَسْطِين سُئِلتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ هُمِشتْ، طُعِنت، تُرِكتْ، تَعَذبّت، مَاذَا تَشْكّي لِلَّهِ؟ وَبِمَاذَا نُبَرِّر نَحْنُ لِرَبِّنَا حِينِ تَحِينُ اَلسَّاعَةُ، عَرُوسٌ قطِعَتْ أَيْدِيهَا وَغَدَرَتْ مِنْ خَلْفِهَا، وَتَلَطَّخَتْ بِدِمَاءِ شُهَادَاءْهَا دُون رَحْمَةٍ، عَرُوسٌ كَانَتْ سَتَكُونُ قِبْلَة اَلْمُسْلِمِينَ وَتَاجِ اَلْعَرَبِ، لَكِنَّهَا جَرْحُ اَلْعَرَبِ وَضَمِير اَلْمُسْلِمِينَ...
ثُمَّ صَمْت اَلْقَلَم مِنْ شِدَّةِ اَلْأَلَمِ!
عتاب عياش
الجزائر_قسنطينة.
تعليقات
إرسال تعليق